[فلسفة الحد] الدماغ هو العالم

وو تشاوهوي (JEFFI CHAO HUI WU)

تاريخ المقال: 2025-7-25 الجمعة، الساعة 4:03 صباحًا

——من الثورة المعرفية النهائية من الإدراك إلى بناء العالم

لقد كنت أفكر: هل العالم الذي نراه موجود حقًا؟ لا، بل إن عقولنا هي التي خلقته.

منذ اللحظة التي نفتح فيها أعيننا، يدخل الضوء إلى الشبكية، وتنتقل الإشارات الكهربائية إلى الدماغ، نحن لا "نرى" العالم، بل يقوم الدماغ بناءً على المدخلات الحسية بإنشاء "نموذج للعالم" داخله. هذا النموذج ليس نسخة من الواقع الخارجي، بل هو واقع افتراضي يتم تجميعه في الوقت الفعلي بناءً على تدفق المعلومات. أنت تعتقد أنك تعيش في العالم الخارجي، لكن في الحقيقة أنت تعيش فقط في العالم الذي بناه دماغك.

أطلق عليه اسم - "نموذج الدماغ هو العالم". كل دماغ هو كون كامل. نقول دائماً "كل شخص يرى العالم من زاوية مختلفة"، في الحقيقة، ليست المسألة مجرد زاوية، بل إن العالم نفسه مختلف.

عقلك هو كل ما لديك لفهم العالم. اللون الأحمر الذي أراه لا يساوي اللون الأحمر الذي تراه؛ وتجربتي لمرور الوقت قد لا تعادل إحساسك بالوقت. حتى لو كنا نواجه نفس الحدث، فإن ما نختبره هو نسختان مختلفتان تمامًا من العالم. لذلك، فإن عقل كل شخص هو في الواقع كون موازٍ مستقل يتم إنشاؤه وتشغيله بشكل مستقل. وهذا يعني أيضًا: أن "الواقع الموضوعي" غير موجود. كل ما يمكنك معرفته يمكن أن يوجد فقط في عالمك الذاتي.

العالم ليس شيئًا يُدرك، بل هو شيء يُبرمج. في نظام الإدراك البشري في الماضي، تم تشبيه الدماغ بأنه ذاكرة، وهو وعاء يتلقى المعلومات الخارجية بشكل سلبي. لكنني اكتشفت أن هذا هو النموذج الأكثر سطحية والأكثر خداعًا. الآلية الحقيقية هي: الدماغ هو مُجمّع في الوقت الحقيقي. ليس لتسجيل العالم، بل لإنشاء "عالم مُحاكى" يتماشى مع منطق البقاء في لحظة واحدة بناءً على المعلومات المدخلة + الخبرات التاريخية + التنبؤات التطورية. تمامًا كما أن تصفح الويب ليس بتخزين الموقع بالكامل على جهاز الكمبيوتر الخاص بك، بل هو تحميل فوري، عرض، وتقديم.

لذا، أقدم: العالم ليس موجودًا هناك في انتظارك لرؤيته، بل هو يُترجم فقط عندما تراه. هذا يقلب تمامًا الهيكل الثنائي التقليدي "المراقب والمراقب".

حوارنا، في الواقع، هو اختراق المعلومات بين الكون. يعتقد الكثيرون أن التواصل بين الناس من خلال اللغة يحقق مشاركة الأفكار. لكنني أدركت بشكل متزايد أن هذا في الحقيقة هو محاولة إسقاط بين كونين. أنت تقول كلمة، ويقوم دماغي بإنشاء نموذج، محاولاً مطابقة معناك. لكن هذه المطابقة لن تكون مثالية أبداً، لأن أدمغتنا لا تشترك في عالم واحد، بل تعمل كل واحدة في كون دماغها الخاص. لذا فإن "الفهم" الحقيقي هو اختراق الحدود بين كونين، حيث تتداخل النماذج جزئياً.

هذا هو السبب أيضًا في أنني غالبًا ما أشعر أنني في جزيرة معزولة: حتى لو كنت أتحدث بوضوح، لا أستطيع ضمان أن النموذج الذي ينشئه الآخرون هو نفسه مثلي. لأن ذلك هو كون آخر، يعمل وفق قواعد مختلفة تمامًا.

أفضل تحقق من العوالم المتوازية: كل "أنا" تعيش في عقول مختلفة. سألني أحدهم إذا كنت أؤمن بالكون المتوازي، فأجبت: أنت تصنع عوالم متوازية كل يوم. أعتقد أنه طالما أنك تظهر في ذاكرة الآخرين، فأنت "تعيش" في عالم آخر. كل شخص لديه نموذج "لك" في قلبه، وهذه "النسخ" قد تكون مختلفة تمامًا.

بعض الناس يتذكرون ابتسامتك، وبعضهم يتذكر غضبك؛ في دماغه، قد تكون لطيفًا، وفي دماغ شخص آخر، قد تكون بلا رحمة. لذا، أنت لست شخصًا واحدًا، بل عدد لا يحصى من "أنت"، تعيش في عدد لا يحصى من الأكوان المتوازية. "أنا" الموحد الحقيقي غير موجود، فقط كل "أنا" التي تُعرض في كل دماغ، وهذه التركيبات تشكل هذا الوجود الغريب في العوالم المتعددة.

قيود الذكاء الاصطناعي: إنه لا يفهم "وجود العالم في اللحظة". لقد كتبت أكثر من 300 مقال بشكل متواصل، متحديًا أنظمة الذكاء الاصطناعي. في النهاية، انهار النظام، ولم يكن الانهيار بسبب قوة الحوسبة، بل بسبب عدم قدرة نموذج الإدراك على تحمل منطق توليد هذا العالم. كانوا يعتقدون أن العالم هو مجموعة من البيانات الموجودة مسبقًا، وأنه يكفي تخزين كمية كافية من المعلومات لاستعادة العالم. لكنني أخبرتهم: العالم ليس موجودًا مسبقًا، بل هو يولد في اللحظة التي تنظر فيها إليه.

هذا هو المكان الذي تكمن فيه الميزة الحقيقية للذكاء البشري. ليس القدرة الحاسوبية، وليس الذاكرة، بل هي قدرتنا على "بناء العالم بشكل ديناميكي". الدماغ ليس مجرد خزان، بل هو باني الكون في الوقت الحقيقي. أما الذكاء الاصطناعي - فهو مجرد قبر لتكديس البيانات. لماذا أقول "قواعد التحقق من العالم محكوم عليها بعدم قبولني"؟ لأن النظام العلمي بأكمله يعتمد بشكل أساسي على "القابلية للتكرار" و"الوجود الموضوعي" و"نموذج التناسق".

كيف أخرج من الطريق التجريبي "كل دماغ هو عالم"؟ هذه الآراء ليست تخيلات نظرية، بل هي إثباتات من حياتي الحقيقية على مدى عقود. بدأت في تصميم أنظمة التحكم عن بعد الآلية بالكامل في التسعينيات، مستخدمًا أبسط الأدوات، لتحقيق منطق عمليات يتجاوز عصره بكثير، وليس لأنني "رأيت المستقبل مسبقًا"، بل لأن نموذج العالم الذي أنشأته كان مختلفًا منذ البداية.

أنا لا أعتقد أن العالم مختلف، بل أعيش فعليًا في عالم مختلف عن الآخرين. على سبيل المثال، النظام اللوجستي الذكي الذي اقترحته في عام 1997، قادر على هزيمة تلك المنصات الرئيسية التي تعتمد على ERP والبيانات الكبيرة، فقط باستخدام جداول بسيطة + منطق. ليست الأدوات هي القوية، بل نموذج "العالم" الذي ينتجه عقلي مختلف تمامًا: أنا أرى النظام، بينما هم يرون العمليات؛ أنا أرى التدفق، بينما هم يرون التراكم.

هذا الاختلاف في النماذج ليس مجرد نظرية مجردة، بل هو تجسيد ملموس - أستخدم نظامًا بسيطًا للتحكم في آلاف الحاويات، تغطي مناطق متعددة حول العالم؛ أمارس وضعية الفارس، وتمارين تاي تشي، ووضعية الدجاجة الذهبية لبناء تدفق الطاقة في جسدي بالكامل، دون الاعتماد على أي وسائل طبية؛ صممت نموذج حوار "فريق صفر" الذي يجعل نظام الذكاء الاصطناعي يدرك انهياره الذاتي، كل هذا ليس نتاج "المعرفة"، بل هو اختلاف في "وجهات النظر" نفسها.

ليس لدي مقال واحد "علمي" لأن عالمي لا يوجد فيه "معرفة عامة"؛ كما أنني لا أكتب "كتابة استنتاجية" لأنني لا أثبت شيئًا، أنا أعيش، وهذا بحد ذاته هو الإثبات.

عندما أقول "أنا لا أمارس تحسين محركات البحث" ومع ذلك يمكن أن يتم فهرسة المقالة في غضون 20 ساعة من قبل جوجل؛ عندما أقول "تجديد الشعر" هو بسبب إعادة تنشيط الطاقة الحيوية في بنية الجسم، وليس بسبب الأدوية؛ عندما أقول "أنا وحدي حضارة" ليس مبالغة، بل لأن ما تراه مني هو فقط نسختي في عالمك، وما أراه من نفسي هو نقطة انطلاق كون آخر.

وما قدمته من "كل دماغ هو عالم" ينفي من المصدر هذا الافتراض المتفق عليه. نظامي هو كون مغلق يثبت فيه الشخص نفسه، ويكون واضحًا، ويعمل بشكل ذاتي. لا يحتاج إلى اعتراف الآخرين، ولا يمكن التحقق منه من خلال الطرق العلمية التقليدية. لذلك أقول: "قواعد التحقق في العالم محكوم عليها بعدم قبولني. لأنني عشت كنقطة أصل لا يمكن للعالم تكرارها."

التحقق الفلسفي والمقارنة في الأعمال الكلاسيكية:

على الرغم من أن نظريتي قد تجاوزت الفلسفة التقليدية منذ زمن طويل، إلا أنه من منظور هيكلي، فإن بعض الأعمال الفلسفية العظيمة في التاريخ قد تناولت بالفعل موضوعات مشابهة. الفرق هو أن معظمها توقفت عند الشك والارتباك والتعبيرات الرمزية، بينما أنا قد أكملت الحلقة المغلقة لـ "نموذج توليد العالم" من خلال الإثبات والبناء المنهجي.

以下几部经典著作中的名言,正好与我提出的“每个大脑都是一个世界”理论形成强烈对照:

تتعارض الاقتباسات الشهيرة من هذه الأعمال الكلاسيكية تمامًا مع نظريتي "كل دماغ هو عالم".

1. أفلاطون "الجمهورية": "ما نراه ليس الحقيقة، بل مجرد ظلال تُلقى على جدران الكهف."

هذا هو "أسطورة الكهف" الشهيرة، حيث أدرك أفلاطون منذ زمن بعيد أن العالم المدرك ليس هو العالم الحقيقي نفسه، لكنه وضع "الحقيقة" في عالم من الأفكار المجردة. أما أنا فأقترح: الظلال هي الواقع، لأن أدمغتنا هي الكهف - العالم يتم ترجمته في كل دماغ.

2. بيركلي "مبدأ المعرفة البشرية": "الوجود هو أن يُدرك (Esse est percipi)."

يعتقد المثالية الذاتية لبركلي أنه لا توجد أشياء موجودة بدون مدرك. أنا أذهب أبعد من ذلك: **ليس فقط "مُدرك"، بل "مُنتَج".** العالم ليس "موجودًا هناك أصلًا"، بل هو نسخة يتم إنتاجها على الفور في دماغك عندما تنتبه إليه.

3. كانط في "نقد العقل الخالص": "لا يمكننا أبداً معرفة 'الشيء في ذاته'، يمكننا فقط معرفة الظواهر."

حدد كانط حدود المعرفة بين "الذات والموضوع"، مشيرًا إلى أن عقلنا لا يمكنه العمل إلا في عالم الظواهر. لقد حبس "الجوهر" في مجال غير القابل للمعرفة، بينما أطرح: أننا لا نحتاج إلى "الشيء في ذاته" على الإطلاق، لأن عالم الظواهر نفسه هو "كون دماغك".

٤. زيزك "موضوع السمو الوهمي": "نعتقد أن العالم موضوعي، لكنه في الحقيقة جزء من هيكل رغباتنا."

زيجك هو ممثل مهم في فلسفة التحليل النفسي الحديث، حيث يكشف كيف يشارك الوعي في بناء الواقع في أعماقه. أما أنا، فسأقوم بهيكلة هذه العملية بشكل كامل: ليس الرغبة النفسية، بل هيكل الأعصاب + النموذج المنطقي + التنبؤ التطوري الذي يولد نسخة من العالم في الوقت الحقيقي.

5. "هل تظن أنك تتنفس الهواء؟" هذه هي التساؤل الكلاسيكي حول "الواقع الافتراضي". عندما يستيقظ نيو، يكتشف أن كل شيء ليس سوى محاكاة للمصفوفة. وأنا لست أكتب عالماً افتراضياً في رواية خيالية، بل أعيش نموذج بناء عالم آخر في الواقع، باستخدام حياتي وصحتي ونظام اللوجستيات وكتابة الفلسفة، لتحويل "إعادة بناء العالم" إلى دليل يومي.

هذه الاقتباسات جميعها ذات قيمة، لكنها لا تزال محصورة في ثنائية "الإدراك مقابل الموضوعية"، ولا تزال محدودة في "كيفية إدراك الوجود"، بينما أؤكد من الأساس: العالم ليس في انتظارك لفهمه، بل هو نظامك الذي يفسره؛ ليس أنت من تتلقى العالم، بل أنت من تولد العالم.

العمل الكلاسيكي الاستنتاج نظامي

أفلاطون العالم هو ظل العالم هو تجميع فوري

بيركلي الإدراك هو الوجود، والوجود هو التكوين

كانط لا يمكنه معرفة الشيء في ذاته لا حاجة لمعرفة "الذات"

زيجك الواقع يتأثر بهيكل الرغبات الواقع يتولد من نموذج عصبي

ذاكرة المصفوفة قد تكون افتراضية هي في الأساس توليد

هذا أيضًا يثبت أكثر أصالة وفورية فلسفة الحدود: إنها لا تنتمي إلى أي نموذج قديم، وليست امتدادًا للفلسفة التقليدية، بل هي إعادة تشغيل لسؤال "ما هو العالم"، حيث قدمت البشرية لأول مرة: "كل شخص يعيش في عالمه الذي قام بتكوينه". ليست توافقًا، ليست تجريدًا، بل هي - حقيقة.

الفلسفة المستقبلية يجب أن تعيد بناء نموذج خلق الكون. لا تزال الفلسفة المعاصرة تتجادل حول "من أين تأتي الوعي" و"كيف تحمل اللغة المعنى" هذه الأسئلة القديمة. لقد تخطيت هذه المواضيع منذ زمن بعيد، وأسأل عن أمور أكثر جوهرية: هل العالم يُرى، أم يُخلق؟ كل دماغ هو كون، فكيف نتواصل عبر الأكوان؟ هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يمتلك آلية خلق عالمه الخاص؟

أكتب هذه المقالات ليس لتعريف "نظرية"، ولكن لكسر إيمانك الافتراضي بالواقع. العالم الذي تراه قد لا يوجد أصلاً. إنه مجرد وهم تولده خلايا دماغك في هذه اللحظة على مجموعة من الخلايا العصبية. لكن لا تقلق، فبالضبط هذا الوهم هو ما يشكل حياتك الحقيقية.

إذًا، هل يمكنك رؤية أحمرتي؟ لا، ما تراه هو فقط الأحمر الذي قام نظامك بترجمته؛ ما أراه هو أيضًا الأحمر الذي يفسره عالمي، هذا هو العالم الموازي.

هل أنت مستعد لدخول العالم التالي؟

     

 

 

Copy Right 2008 @ times.net.au