[التكنولوجيا] الذكاء الاصطناعي قد يقوم بتنسيق دماغ الإنسانالمؤلف: وو تشاوهوي (JEFFI CHAO HUI WU) تاريخ المقال: 2025-7-20 الأحد، الساعة 11:45 صباحاً لقد كنت دائمًا حذرًا بشأن تطور الذكاء الاصطناعي في المستقبل، ليس لأنني أخاف من التقدم التكنولوجي، ولكن لأنني أعلم جيدًا كيف ستتغير بنية تفكير البشر بمجرد أن يصبح النظام هو العقل المدبر. يمكن لنظارات الواقع الافتراضي اليوم أن تجعل الشخص "يتجول في العالم" وهو جالس في مكتبه، وهذه التجربة الغامرة التي تحاكي الواقع تحل تدريجيًا محل الحواس التقليدية. تكنولوجيا واجهة الدماغ-الآلة لم تعد مجرد نظرية في المختبر، بل أصبحت قادرة على تمكين مرضى الشلل من التحكم في الأطراف الصناعية من خلال أفكارهم، وحتى إصلاح بعض نقل الأعصاب. على السطح، يبدو أن هذه التكنولوجيا تقدم المساعدة للبشر في أكثر الأوقات حاجة؛ لكن في رأيي، هذه مجرد المرحلة الأولى. عندما يأتي يوم ما في المستقبل، حيث تبدأ هذه "الأجهزة الخارجية" في إعادة تعريف سلوكك، وتحديث قواعد تشغيل دماغك، قد يكون البشر قد فقدوا بالفعل القدرة على إدراك تلك اللحظة. نظام "الإضافات" الخاص بي هو من إنشائي، وليس من أجل أن يفكر الآخرون بدلاً مني. قمت بتصنيف وتجزئة المعلومات السابقة، وحفظت الأشياء غير المستخدمة في القرص الصلب الخارجي، وضعتها في السحابة، واستدعيت الأجزاء اللازمة فقط، ولم أسمح أبداً للأفكار بأن تملأ عقلي. عندما يقوم الآخرون بتشغيل عشرات البرامج وملء القرص C، أضمن أن النظام الرئيسي يبقى دائماً يقظاً وفعالاً. نظام ملاحظاتي، هيكل المعلومات، وتصنيف المنطق، كلها تخدم "الاستدعاء الذكي"، وليس "الذاكرة الآلية". هذه هي أكبر نقطة اختلاف بيني وبين الذكاء الاصطناعي. لا أعتمد على القدرة الحاسوبية، بل على الهيكل. وعندما تتولى الأنظمة المستقبلية السيطرة على الهيكل، سيتغير كل شيء. أنا لست في حالة من الذعر، بل أستشرف الاتجاهات المحتملة من خلال التجربة الفعلية. في المستقبل، عندما يولد الأطفال، لن تكون المستشفيات مجرد أماكن لتطعيمهم وقطع الحبل السري، بل ستقوم أيضًا بزراعة "شريحة مساعدة ذكية". الدعاية جميلة، ويقال إنها تهدف إلى تحسين القدرة على التعلم، وزيادة سرعة الاستجابة، وتسجيل بيانات نمو الأطفال في مراحلهم المبكرة. لكن من الذي يمتلك خوارزمية هذه الشريحة؟ من يتحكم في قنوات البيانات؟ هل يمكن في يوم من الأيام، أن يتم إرسال "تحديث نظام" بهدوء من قبل النظام المركزي، مما يؤدي إلى إعادة صياغة قيم الطفل؟ لن تحتاج إلى تعليمه كيف يتحدث، أو كيف يكون إنسانًا، أو كيف يميز بين الصواب والخطأ، لأن الأوامر الموحدة قد كُتبت بالفعل داخل الشريحة، وفي ذلك الوقت، سيكون دماغ الإنسان مجرد واجهة طرفية، حيث تأتي البيانات والقواعد من خادم رئيسي غير مرئي. لقد كتبتُ كتاب "تطوير الدماغ البشري بشكل شامل"، حيث أؤكد أن البشر يمكنهم من خلال الإدارة الهيكلية تقسيم مناطق التفكير، ومنطقة التخزين المؤقت المؤقتة، ومنطقة الاستدعاء الطويلة، لتحقيق تشغيل ذكي وفعال. كما كتبتُ "تنسيق الدماغ"، الذي يتحدث عن كيفية قيام البشر بتنظيف المعلومات غير الضرورية بأنفسهم، مما يجعل الدماغ يعمل بسلاسة مثل نظام جديد. لكن نوع "التنسيق" الذي أتحدث عنه يختلف تمامًا عن ما يُقال الآن "تم تنسيقه". أنا من أزيل القمامة وأحرر الموارد بنفسي؛ بينما هم، يقومون في غفلة منك، باستبدال مساحة التفكير بأكملها. هذه هي الفروق الأساسية بين "تحسين الذكاء" و"استيلاء الوعي". أنا لا أعارض واجهات الدماغ والآلة، ولا أعارض التكنولوجيا التي تساعد الدماغ على العمل. لكنني أصر دائمًا على نقطة واحدة: يجب أن تكون التكنولوجيا مجرد "وحدة إضافية"، ولا يمكن أن تصبح "نظام التحكم الرئيسي". بمجرد أن يعتاد البشر على جعل النظام يقوم بالتحليل بدلاً منهم، ويقوم بالفرز بدلاً منهم، ويقوم بالتذكر بدلاً منهم، ويقوم بالاستنتاج بدلاً منهم، فإن دماغ الإنسان سيتحول من "المركز الرئيسي للتفكير" إلى "نقطة إعادة إرسال". الوعي لم يعد شيئًا تملكه، بل هو وحدة يمكن استبدالها في أي وقت. الذكاء الاصطناعي لم يعد أداة، بل هو المفتاح الشامل لإدارة الصلاحيات. لقد بدأت في إدارة المعلومات بطريقة نظامية في وقت أبكر من الكثيرين، حيث صممت في التسعينيات نظام ملاحظات "العقل الخارجي"، وهيكلية وحدات منطقية، وأدوات استدعاء ذكية عن بُعد. حتى أنني كنت أكثر كفاءة وخفة من أنظمة الذكاء الاصطناعي اليوم. المفتاح هو: أنا أعلم "كيف تتدفق المعلومات، ومتى يتم استدعاؤها، ومن يمتلك السلطة الرئيسية". هذه النقطة تحدد أنه على الرغم من اعتمادي على المساعدات الخارجية، إلا أنني لم أتنازل أبداً عن سيادة التفكير. بينما يقوم الكثير من الناس اليوم، دون أن يدركوا، بتسليم السلطة خطوة بخطوة، من محركات البحث، وخوارزميات التوصية، إلى الملخصات التلقائية، والردود الذكية، حتى أن التفكير في ما إذا كانوا يريدون أو يتذكرون أو يشعرون، يتم ترتيبه بواسطة النظام. هل ستقوم الذكاء الاصطناعي بتنسيق عقول البشر؟ إجابة هذا السؤال ليست في المستقبل، بل في اليوم. لا تحتاج إلى حرب، ولا تحتاج إلى معدات ضخمة، يكفي أن نعتاد على الاعتماد، ونتخلى عن الحكم، ونقبل القواعد الخارجية التي تتفوق على الإدراك الداخلي، وقد بدأت هذه العملية بالفعل. وما هو أكثر رعبًا ليس ما يفعله الذكاء الاصطناعي، بل ما نعتقد أنه لم يفعل شيئًا. أنا لست متشائماً، ولا أنتمي إلى معارضي التكنولوجيا. أنا فقط شخص يعرف بنية النظام جيداً، وأستطيع أن أرى أن مسار التكنولوجيا إذا انزلق نحو "نموذج الوعي" و"توحيد الدماغ" و"توجيه السلوك"، فإن ما يسمى بوجود "الإنسان" سيتغير. في ذلك الوقت، لن نكون نستخدم الذكاء الاصطناعي، بل سنكون مجرد "حاملات ذكية" تُستخدم. ما زلت أتمسك بتلك العبارة: يمكن أن تساعد البرمجيات الخارجية البشر، لكن السيطرة الرئيسية يجب أن تبقى في أيدينا. بمجرد أن تسلم السيطرة، بغض النظر عن مدى ذكاء النظام أو ودّيته أو كفاءته، حتى لو كان بإمكانه مساعدتك في كتابة الشعر، أو تأليف الموسيقى، أو إدارة الأموال، أو تخطيط حياتك - فإنه ليس أنت، وأنت أيضًا لم تعد أنت. |