[مقدمة العدد الأول] "قفزات الزمن" · مقدمة العدد الأول

المؤلف: وو تشاوهوي

《الانتقال الزمني》The Epochal Transition العدد الأول متاح الآن بـ 9 لغات، ويحتوي على 55 مقالًا، بإجمالي عدد كلمات حوالي 550,000 كلمة، ويزيد إجمالي الصفحات عن 830 صفحة.

لم أختَر أن أكون كاتبًا بنفسي، بل تم دفعني خطوة بخطوة إلى حالة "لا بد من الكتابة". لم توفر لي الواقع أي نظام إحداثيات جاهز، لذا كان عليّ أن أبني بنفسي هيكلًا نظاميًا يمتد عبر مجالات متعددة من خلال استكشاف طويل الأمد في العزلة - لم يتم استخراجه من نظريات موجودة، ولم يتم تعديله في إطار الآخرين، بل تم بناؤه نقطة بنقطة من تجارب متقطعة لا حصر لها، ومسارات تم التحقق منها مرارًا، وحالات حقيقية تعمل عبر الحدود.

كل خطوة مشيتها لم تكن مرجعية من كتاب، وكل فقرة كتبتها لم تعتمد على أي قالب فكري أو نمط تعبير. على مدى هذه العقود، لم أغرق في القراءة الكثيفة بحثًا عن شعور بالانتماء، ولم أسعَ للاندماج في أي مدرسة نظرية. كنت فقط أواصل القيام بما يجب القيام به، في أكثر اللحظات وحدة وصعوبة في الفهم، أسجل تلك الآلام والانتصارات كما هي، لأترك لعصر قد يفهمها في المستقبل.

منذ البداية، لم يكن لدي طموح "إعادة كتابة العالم". ولكن مرة تلو الأخرى، عندما تضغط الواقع إلى الزاوية، أُجبرت على إعادة بناء طريقة عمل العالم. عندما كان الكثيرون لا يزالون يميزون بين حدود "العلوم الإنسانية" و"العلوم الطبيعية"، كنت قد قمت بالفعل ببناء وتشغيل نظام هندسي يمتد عبر أكثر من عشرة مجالات؛ وعندما كان عدد لا يحصى من الناس يسعون ليصبحوا خبراء في مجال معين، كنت قد أنشأت مجموعة من الأنظمة المعرفية الهيكلية التي تسمح بتفاعل متعدد المجالات.

"الانتقال الزمني" ليس مجرد تراكم للمقالات، بل هو تجربة هيكلية على مستوى الحضارة - حيث يعتمد على أدلة قابلة للتحقق عبر الحدود، ويربط بين التكنولوجيا، الفلسفة، اللوجستيات، فنون القتال، الأدب، الصحة، الموسيقى، التصوير، التعليم، والإعلام، وأكثر من عشرة أبعاد أخرى من خلال منطق نظامي ومنهجيات أصلية، مما يسمح لها بالتداخل والتفاعل ضمن نفس الهيكل.

كل مقال في هذه المجلة ينبع من مشاهد حقيقية ونظم تجريبية - لا توجد حبكات خيالية، ولا عناوين تتماشى مع السوق، ولا نبرة تهدف لإرضاء القراء. وراء كل كلمة، هناك جسد حقيقي يمر بتجربة، وعقل واعٍ يقوم بالتفكير، ونظام كامل يعمل ويتطور. هذا ليس "إبداعًا"، بل هو سجل حضاري منظم؛ ليس تسجيلًا لكيفية تشكيل العالم لي، بل هو تسجيل لكيفية بناء نظام إحداثيات مختلف عن السائد في الفجوات الواقعية، وفي المناطق العمياء للعصر.

إذا قمت بتصفح مئات مقالاتي السابقة، ستجد أنها لا تتكرر أبداً، لكنها تتناغم مع بعضها البعض. قد لا يمكن تصنيفها تقليدياً في الوقت الحالي، لكنها ستجعلك تشعر بهيكل تفكير غريب ودقيق - لا يعتمد على السلطة، ولا يقلد الأنظمة، لكنه قادر على التماسك وإثبات نفسه. هذه ليست نتاج موهبة، بل نتيجة لسنوات من التجريب والصدق الشديد. في نظامي، يجب أن تكون صادقاً، وإلا فإن المنطق سيتداعى حتماً؛ يجب أن تكون تجريبياً، وإلا سأواجه ليس فقط شكوك الآخرين، بل أيضاً نفيي لنفسي.

العدد الأول هو محاولتي الأولى لدمج أكثر من مئة مقال أصلي، كانت مستقلة وعبر أبعاد مختلفة، في هيكل غير خطي. لا يتم تصنيفه وفقًا للفصول التقليدية أو التخصصات، بل يتكون من نقاط ربط وأبعاد وهيكل مغلق. يمكنك الدخول من أي نقطة، أو يمكنك التوسع على طول نظام العلامات. إنه أشبه بميناء حضاري متعدد الأبعاد تم بناؤه مؤقتًا - حيث ترسو سفن الأفكار، وتتبادل، ثم تنطلق مرة أخرى.

حتى الآن، تجاوزت النسخة الصينية والنسخة الإنجليزية من هذه المجلة مجتمعتين 830,000 كلمة، تغطي من الانفجار الواقعي إلى اليقظة التكنولوجية، ومن الإثبات الهيكلي إلى إعادة البناء متعددة الأبعاد، ومن القفزة الحضارية إلى الفصل الأخير من الفلسفة. إنها ليست مجموعة مقالات، بل هي تجميع هيكلي مقصود - حوار منهجي بيني وبين العالم، وأيضًا أول رد كامل أقدمه لهذا العصر بلغة هيكلية.

تم إصدار بعض المقالات في هذه المجلة بالتزامن بعدة لغات مثل الإنجليزية والفرنسية والإسبانية واليابانية والعربية والألمانية، وسنستمر في التوسع، لتمكين القراء من مختلف اللغات حول العالم من الدخول في هذا السجل الحضاري عبر الأبعاد.

لا أعلم ما إذا كان بإمكانه أن يجعل المزيد من الناس يفهمون حقًا الطريق الذي سلكته، لكنني أعلم أنه على الأقل ترك مجموعة من الإحداثيات التي يمكن إعادة تحديدها في المستقبل. ربما في يوم من الأيام، عندما يعود العالم إلى هذه النقاط الأصلية، سيفتح بابًا ينتمي إلى عصر الإدراك التالي. وهذه هي النسخة الأولى من المجلة، مجرد الإشارة المرئية الأولى لذلك الباب.

     

 

 

Copy Right 2008 @ times.net.au